نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 224
ومما يروى عن الإمام الحسين في
ذلك أنه مرّ بمساكين قد بسطوا كساء لهم فألقوا عليه كسرا،
فقالوا: هلمّ يا بن رسول الله.. فأكل معهم، ثم تلا قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ
لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ﴾ [النحل: 23]، ثم قال: قد
أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم يا ابن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وتعمى عين، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: (اخرجي ما
كنت تدّخرين)[1]
وروي أن أعرابيّا جاءه وقال: يا
ابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها، فقلت في نفسي: أسأل أكرم الناس،
وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فقال : (أسألك عن ثلاث
مسائل، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال، وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثى المال،
وإن أجبت عن الكل أعطيتك الكل). فقال الأعرابي: يا ابن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يسأل مثلى، وأنت من أهل
العلم والشرف ؟ فقال الحسين (بلى، سمعت جدي رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول: المعروف بقدر المعرفة. فقال الأعرابي: سل
عما بدا لك، فإن أجبت وإلا تعلمت منك. فقال الحسين : (أي الأعمال أفضل؟)، فقال
الاعرابي: الايمان بالله، فقال الحسين : (فما النجاة من المهلكة؟)، فقال الاعرابي:
الثقة بالله، فقال الحسين : (فما يزين الرجل؟) فقال الأعرابي: علم معه حلم. فقال
الحسين : (فإن أخطأه ذلك)، فقال الأعرابي: مال معه مرؤة، فقال الحسين : (فإن أخطاه
ذلك؟)، فقال الأعرابي: فقر معه صبر. فقال الحسين : (فإن اخطأه ذلك؟)، فقال
الاعرابي: فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه فإنه أهل لذلك، فضحك الحسين ورمى إليه
بصرة فيها ألف دينار، وأعطاه خاتمه وفيه فص قيمته مئتا درهم، وقال الحسين : (يا
اعرابي أعط الذهب غرماءك، واصرف الخاتم في نفقتك)، فأخذ الأعرابي المال وقال:
﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124])[2]
[1] تفسير العياشي، محمّد بن مسعود العياشي، المكتبة
العلمية الإسلامية ـ طهران: 2/ 257.
[2] جامع الأخبار: 160، بحار
الأنوار 44: 196 حديث 11، العوالم 17: 59 حديث 1، المجالس السنية 1: 210 المجلس
التاسع، احقاق الحق 11: 4410، اعيان الشيعة 1: 579..
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 224