نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
وهذا يذكرنا بالإمام الرضا الذي
روي أن سفيان الثوري لقيه في ثوب خز، فقال: يا ابن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لو لبست ثوبا أدنى من
هذا، فقال: هات يدك؛ فأخذ بيده، وأدخل كمه؛ فإذا تحت ذلك مسح، فقال: (يا سفيان
الخز للخلق والمسح للحق)[1]
سابعا ـ التواضع والألفة:
وكلاهما
من الصفات الضرورية التي وصف الله تعالى بها أنبياءه ورسله وأولياءه ، والتي جعلت
المستضعفين ينجذبون إليهم، فرارا من كبرياء المستكبرين وتجبرهم، قال تعالى: ﴿
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ
فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159]
وقال
مخبرا عن صفوة عباده، الذين سماهم عباد الرحمن: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَأهلونَ
قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]
ووصف
عباده الذين يحافظون على قيم الدين في الوقت الذي يبدل فيه غيرهم؛ فقال: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ
لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ
عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]
وكل
هذه الصفات اجتمعت في الإمام الحسين وفي
جميع أئمة أهل البيت الذين
وقفوا بقوة وعزة في وجوه المستبدين والمستكبرين في نفس الوقت الذي كانوا فيه ألين
الناس مع العامة والضعفاء، امتثالا لقوله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]