نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198
وكلاهما مقترنان؛ فالصدق في
الإيمان والإرادة والعزم، يؤدي إلى ثبات صاحبه في المواقف وعدم تزحزحه أو فراره،
أو ارتداده، والثبات دليل على تغلغل شجرة الإيمان في القلب، كما قال تعالى: ﴿
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [إبراهيم: 24]
وهذه الآية الكريمة تصف الإمام
الحسين أصدق وصف، فهو متغلغل الجذور في الصدق والثبات، ذلك أنه كان في عهد رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مع جده، ومع أهل الكساء في خيمة الطهارة
والعصمة والنبل، وعندما توفي رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وحصل النقض والنكث والمروق من الذين خانوا العهود، ولم يفوا بها،
كان مع أبيه الإمام مواليا له، ومحافظا على ذلك العهد الذي عاهده عليه، وظل يناصره
إلى أن كتب الله له الشهادة، وعندما توفي أبوه، حافظ على ولائه لأخيه ، وظل يناصره
إلى أن سار في الطريقة الشهادة الذي سار عليه أبوه من قبل.
وعندما جاءت نوبته، وهو يعلم
البلاء الخاص الذي ابتلي به من دون سائر المؤمنين، لم يتزحزع عن مواقفه، بل ظل
ثابتا، وراح يواجه التحريفات بنفسه، وأتباعه القليلين إلى أن رزقه الله الشهادة
الخاصة التي لم يرزق أحد مثلها، ولذلك استحق من جده لقب السيادة؛ فالسيد هو الثابت
على الحق، غير الناقض للعهود، ولذلك يستحق أن يكون علما للهداية، وسراطا مستقيما
للحق.
وقد ورد في الروايات الكثيرة
التي اتفق عليها مؤرخو الفريقين من المدرسة السنية والشيعية أن كثيرا ممن يعتبرون
من فضلاء أقوامهم حاولوا أن يثنوا الإمام الحسين عن مسيرته وحركته، ويحذروه من
الأخطار التي تنتظره، لكنه ـ مع علمه بكل ذلك ـ لم ينصع لتحذيراتهم، لأنه لا يتلقى
تعليماته منهم، وإنما يتلقاها من مصدر الهداية، الذي أعلمه بالرسالة التي كلف بها.
ولذلك قابل كل تحذيراتهم
بالسكوت أو بالأسف، لأن موقف المحذرين كان
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198