نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197
أما ما تذكره بعض الروايات من
ألمه وحزنه؛ فهو ليس لأجل نفسه، وإنما لأجل الأمة التي راحت تهجره وتستبدله بغيره
مع كونه وصي رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ووراثه، وهو يشبه بذلك الحزن الذي كان يصيب
جده رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، كما قال تعالى: ﴿ قَدْ نَعْلَمُ
إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ
وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله يَجْحَدُونَ ﴾ [الأنعام: 33]
بل ورد في القرآن الكريم ما
يشير إلى أن حزن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على قومه كاد يُهلكه، حتى نهاه الله تعالى
عن ذلك بقوله: ﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾
[فَاطر: 8]، وقال: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا
مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]، وقال: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ
عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾
[الكهف: 7]
وهكذا يقال في خروجه من مكة
والمدينة وكل البلاد التي يتسلط عليها بنو أمية، والذي بُرر في بعض الروايات بالخشية
من الاغتيال، وهو مقصد شرعي، وخوف الإمام الحسين فيه، ليس لأجل نفسه، وإنما لأجل
الأمة؛ فهو يريد من موته أن يكون رسالة ممتدة لأجيال الأمة، وليس موتا عاديا، أو
قتلة عادية لا تتأثر لها الأجيال، ولا تستفيد منها، ولا تستدل بها على ذلك الظلم
الذي وقع للإسلام من المحرفين له، والبغاة على نبيه وأهل بيته.
وقد كان خروجه فوق ذلك امتثالا
لأمر الله تعالى للمستضعفين المظلومين بالهرب إلى بلاد الله الواسعة، كما قال
تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي
الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 97]
ثانيا ـ الصدق والثبات:
وهي من أعظم القيم التي وصف
الله بها عباده المؤمنين الصادقين، قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197