نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
الأسنة
فيهم والنار تسعر في الخندق الذي في ظهر الخيم، فأكر عليهم في أمر أوقات في
الدنيا، فيكون ما يريد الله)[1]
والتأمل هذه الرواية وغيرها من
الروايات التي تحكي ما حصل للإمام الحسين وأهل بيته في كربلاء وغيرها، نرى أنه
تخلق بما هو أكبر من الصبر، وهو الرضى، ذلك أن الرضى مرتبة أعلى من الصبر؛ فالصبر
فيه بعض المعاناة، ذلك أن الصابر يحاول أن يحبس نفسه، ويكفها عن السخط مع وجود
الألم الذي يتمنى زواله، بخلاف الرضا الذي يوافق الصبر في حبس النفس، لكنه يزيد
عليه بعدم تمني زوال الألم، لأن الراضي يختار ما اختار الله له؛ فلذلك ينشرح صدره
بما حصل له من دون ألم.
وقد ورد في الرواية عن الإمام
الباقر ما يعبر عن هذه المرتبة الروحانية العظيمة، فقد روي عنه أنه
قال: (مرضت مرضا شديدا فقال لي أبي : ما تشتهي؟ فقلت: أشتهي أن أكون ممن لا اقترح
على الله ربي سوى ما يدبره لي، فقال لي: أحسنت، ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله
عليه حيث قال له جبرائيل : هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربي، بل حسبي الله ونعم
الوكيل)[2]
ولهذا نرى الإمام الحسين ـ كما
في الرواية السابقة ـ يعلم بدقة ما سيحصل له، ومع ذلك يقدم عليه، ويتجرع كأس
البلاء بتلك السعادة التي عبر عنها بقوله في دعاء عرفة: (إلى من تكلني إلى القريب يقطعني، أم إلى البعيد يتجهمني، أم إلى
المستضعفين لي، وأنت ربّي ومليك أمري، أشكو إليك غربتي وبعد داري وهواني على من
ملّكته أمري، اللهم فلا تحلل بي غضبك، فإن لم تكن غضبت عليّ فلا أبالي سواك غير
أنّ عافيتك أوسع لي، فأسألك بنور
[1] مدينة معاجز الائمة الاثني عشر
ودلائل الحجج على البشر، العلامة السيد هاشم البحراني، مؤسسة المعارف الإسلامية، 4/
214، نفس المهموم، الشيخ عبّاس القمّي، ترجمة كمره اى، قم، انتشارات مسجد مقدّس
صاحب الزمان، 1370ش، 230.