responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 176

في ذلك، وأنا أحبّه وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته وأنا أبغضته.[1]

ولهذا، فإن الذي لا يفهم هذا البعد في شخصية الإمام الحسين لا يمكن أن يفهم سر حركته وثورته؛ ذلك أنها حركة وثورة لم تنطلق فقط من دافع أداء التكليف الشرعي في مواجهة الظلمة والمستبدين والمفسدين في الأرض، وإنما انطلقت محبة لله وتعظيما له، ولذلك لاحظنا فيها تلك المعاني السامية الرفيعة، ولم تكن لتوجد تلك المعاني لولا توفر محبة الله.

ولهذا نلاحظ في أدعية الإمام الحسين تلك الأشواق العظيمة لله، فهو يخاطبه ويكرر اسمه كل حين، وقد ورد في القطعة المنسوبة إليه من دعاء عرفة قوله: (أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحّدوك، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب احبائك حتى لم يحبّوا سواك، ولم يلجؤوا إلى غيرك أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم ما ذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك، لقد خاب من رضي دونك بدلا، ولقد خسر من بغى عنك متحوّلا، كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان، وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدّلت عادة الإمتنان، يا من أذاق احبّاءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملّقين، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين، أنت الذاكر قبل الذاكرين، وأنت البادي بالإحسان قبل توجّه العابدين وأنت الجواد بالعطاء قبل طلب الطالبين، وأنت الوهاب ثم لما وهبتنا من المستقرضين إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بمنّك حتى أقبل إليك، إلهي إنّ رجائي لا ينقطع عنك، وإن عصيتك، كما أنّ خوفي لا يزايلني وإن أطعتك فقد دفعتني


[1] بحار الأنوار ج 93 ص 160 .

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست