responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175

الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) من مآس إلى ما حصل لأبيه وأخيه وجميع أهله من تنكر لمكانتهم، وحرب لهم.

4 ـ الأنس والمحبة:

وهي من المقامات العالية، بل من أعلى من مقامات المؤمنين الصادقين المخلصين، وقد وصف الله تعالى أهلها، فقال﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ الله أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله ﴾ [البقرة: 165]

وعندما ذكر البديل للذين يقصرون في طاعة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) اعتبر محبة الله أول صفاتهم، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]، وفي ذلك إشارة إلى أن الارتداد ونقض العهود وعدم الالتزام بها ناشئ من التقصير في محبة الله، ولهذا عقب الله الآية الكريمة بأوصاف الذين يحبون الله، فذكر أنهم: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]

فهذه الصفات ـ كما ينص القرآن الكريم ـ علامة على محبة المؤمن لله تعالى، وكلها تنطبق على الإمام الحسين ، وحركته العظيمة؛ ذلك أنه لا يمكن أن يصبر على أداء تلك التكاليف الشرعية، فرائضها ونوافلها من لم يمتلئ قلبه بحب الله، كما عبر الإمام علي عن ذلك بقوله: (من أحبّ أن يعلم كيف منزلته عند الله، فلينظر كيف‌ منزلة الله عنده فإنّ كلّ من خيّر له أمران؛ أمر الدنيا وأمر الآخرة فاختار أمر الآخرة على الدنيا فذلك الذي يحبّ الله ومن اختار أمر الدنيا فذلك الذي لا منزلة لله عنده)[1]

بل روي عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أنه سأل الله تعالى، فقال: (يا ربّ، وددت أن أعلم من تحبّ من عبادك فأحبّه؟)؛ فأجابه الله تعالى بقوله: (إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له


[1] جامع الأخبار ص 178.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست