نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 14
به وبأخيه، فقد ورد فيه:
(دعوهما بأبي هما وأمي من أحبني فليحب هذين)[1]
فهذا الحديث يضم إلى الأحاديث
السابقة في بيان ضرورة اتباع هذا الإمام الجليل، لأنه لا يمكن أن تتحقق المحبة من
دون أن يكون معها الاتباع، فالاتباع ثمرة المحبة، وعلامة صدقها، وقد أخبر رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن من شرط محبته محبة هذين الإمامين
الجليلين.
انطلاقا من هذه النصوص المقدسة
نحاول في هذا الكتاب التعرف على القيم التي كان يمثلها الإمام الحسين ، والتي
دعانا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إلى البحث عنها، لتقويم ديننا بحسبها؛ فهي
قبلة الدين الأصيل، وهي المعيار الذي نحتكم إليه عند الاختلاف.
فالإسلام مثل سائر الأديان له
جانبان: جانب نظري تمثله نصوصه المقدسة، وجانب عملي يمثله الهداة ابتداء من رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وانتهاء بمن أوصى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) باتباعهم باعتبارهم منه، وهو منهم.
ولذلك فإن البحث في الإمام
الحسين ، ينبغي أن يتجاوز المنهج التاريخي المرتبط بالمكان والزمان، ذلك أن الإمام
الحسين ـ كما تذكر الروايات ـ يتجاوز المكان والزمان، لأنه يمثل الدين الأقوم،
والسراط المستقيم، الذي تحتاج كل الأجيال للاستنارة به، والاهتداء بهديه.
وبناء على هذا، حاولنا في هذا
الكتاب أن نتعرف على القيم الرفيعة التي مثلها الإمام الحسين ، والتي هي في
حقيقتها قيم الدين الأصيل الذي عاش حياته كلها من أجله، وختمها بالاستشهاد في
طريقه.
وقد رأينا من خلال الاستقراء
أربع قيم كبرى، لا يمكن لشخص يريد أن يطبق وصايا
[1] السنن
الكبرى، أحمد بن الحسين بن علي، أبو بكر البيهقي، حققه محمد عبد القادر عطا، دار الكتب
العلمية، بيروت - لبنات، الطبعة 3، 1424 ه - 2003 م (2/263)، وتاريخ دمشق، أبو
القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، المحقق: عمرو بن غرامة
العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415 هـ - 1995 م. (4/257/1 - 2) و[14/160]
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 14