نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
حتى عظم في أعين الناس وفضحنا،
فلم يزالوا به حتى قال للحسين: يا أبا عبد الله لو صعدت المنبر فخطبت؛ فصعد الحسين
المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فسمع رجلا يقول: من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين: (نحن حزب الله
الغالبون، وعترة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الأقربون، وأهل بيته الطيّبون، وأحد الثقلين
الذين جعلنا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ثاني كتاب الله تبارك وتعالى، الذي فيه
تفصيل كل شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعوَّل علينا في
تفسيره، ولا يبطئنا تأويله، بل نتّبع حقائقه؛ فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت
بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ﴾
[النساء: 59]، وقال: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي
الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا
فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا
قَلِيلًا﴾ [النساء: 83]، وأحذّركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم، فإنه لكم
عدو مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم: ﴿ ﴿لَا غَالِبَ لَكُمُ
الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ
نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ﴾ [الأنفال: 48]،
فتلقون للسيوف ضَرَبا (أي مضروباً)، وللرماح وَرَدا (أي ما ترد عليه الرماح) وللعُمَد
حطما، وللسهام غرضا، ثم لا يقبل من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في
إيمانها خيرا)[1]
وكان الإمام الحسين يذكر كل حين
أتباعه بذلك، وأن حركته وسلوكه ومواقفه كلها مستمدة من القرآن الكريم، وقد كان من
حديثه لأصحابه وأهل بيته ليلة العاشر من المحرّم قوله: (اللهم إنّي أحمدك على أن
أكرمتنا بالنبوّة، وعلّمتنا القرآن وفقهتنا في الدين)[2]