responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214

القرآن الكريم، لنعيشه ونعتبر به، والذي عبر عنه هابيل عندما هدده أخاه قابيل بقوله: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } [المائدة: 28]

لكن الحركة الإسلامية الممتلئة بالعزة الآثمة راحت تسخر منه، وتعتبر ما يدعو إليه مهانة، لأن الإسلام في تصورها لا يمثله الإنسان المسالم الذي يفعل ما فعله ابن آدم الأول، وإنما هو ذلك العنيف الذي عبر عنه صفوت حجازي بقوله: (من رشنا بالماء رششناه بالدماء)

وللذين يتساءلون عن البديل، وكيف نغير الواقع السياسي، يجيبهم جودت الذي تعود ألا يجيب إلا بالقرآن الكريم، بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]

ثم يفسر لهم ذلك بأنه لا يمكنهم أن يغيروا السياسة ولا المجتمع، حتى يبدأو بالأنفس؛ فيهذبوها، ويربوها، ويعلموها، ويرفعوها إلى مستوى الإنسان العدل لا الإنسان الكل، حينها يحصل التغيير وبصورة تلقائية من دون تكلف، ومن دون دماء.

ولذلك كتب كتبه الكثيرة يدعو إلى هذا النوع من التغيير المسالم المبني على رفع الإنسان إلى مستوى الإنسان، والترفع به عن تلك البهيمية والسبعية والعدوانية التي تدعو إليها الحركة الإسلامية، وتربي أتباعها عليها.

ومن عناوين كتبه الكثيرة نستشف رؤيته للتغيير وترشيد العمل الإسلامي، فمن عناوينها [مذهب ابن آدم الأول ـ أو مشكلة العنف في العمل الإسلامي]، والذي شرح فيه قصة ابني آدم الواردة في القرآن الكريم واستنبط منها مبدأ [اللاعنف في الإسلام]، مستدلا لذلك بالأحاديث الكثيرة الداعية إلى مواجهة العنف باللاعنف.

وقد يتصور البعض أنه كتبه بعد حوادث العنف التي حصلت في حماه، ولم يكن الأمر

نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست