نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130
ينصح الإسلاميين بأن يستفيدوا من وجوده، لكنهم طبعا
لم يفعلوا.
وهكذا كان الشيخ
البوطي مع النظام السوري، والذي كان مقربا جدا من كلا الرئيسين حافظ الأسد، وابنه
بشار الأسد، فكلاهما يكن احتراما كبيرا للشيخ البوطي، وقد استثمر البوطي تلك
المحبة والتقريب في خدمة الإسلام والتدين في بلده خير استثمار.
وهكذا أيضا كانت
العلاقة الودية بين الطرق الصوفية وجمال عبد الناصر، والتي وصلت إلى حد أن قال
شعراوي جمعة وزير الداخلية في ذلك الحين في مقال بعنوان [شعراوي جمعة وشهادته
للتاريخ]: (حينما مات عبد الناصر كان علينا وسط مشاهد الحزن ومشاعره الفياضة أن
نعمل على وضع ترتيبات خاصة لحماية الجثمان بعد أن وصلتنا معلومات تفيد بأن الطرق
الصوفية ستتكالب على النعش وتخطفه لتطوف به مساجد وأضرحة أولياء الله الصالحين في القاهرة)
ثانيا ـ التحالف
بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الحكم: وربما لا يوجد لهذا الصنف من العلاقة سوى
نموذج واحد هو تلك العلاقة التي تربط بين آل سعود باعتبارهم ممثلين للسلطة
الزمنية، مع آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب باعتبارهم ممثلين للسلطة الدينية.
والعلاقة القائمة
بين هذين الحليفين ليست كالعلاقة السابقة، المبنية على استقلال كل طرف بالمجال
المتاح له، وإنما هي علاقة تحالف؛ فكلاهما يخدم الآخر، ويلبي مطالبه.
أما مطالب آل
سعود من آل الشيخ، فهي أن يعطوهم الشرعية الدينية لحكمهم، بحيث يشيعون بين
المجتمعات ـ لا السعودية وحدها، وإنما في جميع العالم الإسلامي ـ أن الحكم السعودي
حكم إسلامي، ولا يجوز الخروج عليه، بل لا يجوز نقده، وإنما يكتفي فيه بالبيعة
المطلقة، والتسليم المطلق، من غير استعمال أي وسيلة للتغيير السلمي.
ولم يكتف آل
الشيخ ومن تبعهم من رجال الدين في السعودية بتنفيذ هذه المطالب، بل راحوا يشيعون
أن السعودية هي النموذج الأمثل للنظام الإسلامي، ولذلك يعتبرونها
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130