فإذا
أمر الرسول الأكرم a ـ الذي هو رئيس المجتمع
الإسلامي وقائده ـ أمر الجميع بلزوم الذهاب إلى الحرب مع جيش أسامة؛ فلا يحق لأحد
أن يتخلف، وهذا ليس أمر الله، وإنما هو أمر الرسول a، فالله تعالى قد أوكل الحكومة والقيادة له a ويقوم هو a وفقاً للمصلحة بتجييش الجيوش، وتعيين
القضاة والحكام والولاة، أو يعزلهم)
وبناء
على ما ورد في الرواية عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا). قيل: يا رسول
الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال: (اتباع السلطان؛ فاذا فعلوا ذلك، فاحذروهم على
دينكم)[1]، فإن النص في الآية ـ كما يذكر
الخميني ـ يتعلق بهم أيضا، حيث قال: (وبناءً على هذا فالفقهاء أمناء الرسل، تعني
أن الفقهاء العدول مكلفون ومأمورون بالقيام بجميع الأمور التي كانت في عهدة
الأنبياء، ولئن كانت العدالة من الأمانة، فمن الممكن أن يكون الانسان أميناً في
الأمور المالية، دون أن يكون عادلاً، إلا أن المراد من أمناء الرسل هو أولئك الذين
لا يتقاعسون عن أداء أي تكليف، والذين يكونون طاهرين ومنزهين)[2]
وقد
ورد في هذا روايات كثيرة في المصادر السنية والشيعية تعتبر الفقهاء والعلماء
بالدين من أولي الأمر، كما روي عن الإمام علي قوله: (أحق الناس بهذا الأمر أقواهم
عليه وأعلمهم بأمر الله فيه)، وقال: (ولا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر والصبر
والعلم بمواضع الحق)[3]، وقال: (إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم
بما جاءوا به)، ثم تلا قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ
لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ
الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 68]، وقال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى
الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا
لَكُمْ