وقد
أشار إلى هذه المعاني السيد علي الخامنئي، فقال: (دعوتنا هي إيجاد حضارة تستند إلى
المعنويات، وتعتمد على الله وعلى الوحي الإلهي، وعلى التعليم الربّاني والهداية
الإلهية. فلو استطاعت الشعوب الإسلامية اليوم ـ حيث إن الكثير من هذه الشعوب بحمد
الله استيقظ ونهض ـ أن تؤسّس مثل هذه الحضارة، فإنّ البشرية ستصبح سعيدةً. وهذا ما
تدعو إليه الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية. إنّنا بصدد مثل هذه الحضارة)[1]
وهو
يذكر دائما أن من أهداف الثورة الإسلامية الكبرى تحقيق الحضارة الإسلامية بصيغة
جديد في الواقع، متوافقة مع الإسلام المحمدي الأصيل، لتكون نموذجا للبشرية، يدلها
على الهداية، ويخلصها من آفات الحضارة الغربية، يقول: (لو أخذنا التقدّم من جميع
الأبعاد بمعنى بناء الحضارة الإسلاميّة الجديدة ـ ففي النهاية يوجد مصداقٌ عينيّ
وخارجيّ للتقدّم وفق المفهوم الإسلاميّ ـ هنا سنقول إنّ هدف شعب إيران، وهدف
الثّورة الإسلاميّة، هو عبارة عن إيجاد حضارة إسلاميّة جديدة)[2]
ويبين
المرتكزات التي تقوم عليها هذه الحضارة الجديدة، فيذكر أنها تقوم على ركيزتين[3]:
أولاهما:
تتعلّق بالأداة والوسيلة، ويقصد منها (تلك القيم التي نطرحها اليوم تحت عنوان
تطوّر البلد: العلم، والاختراع، والصّناعة، والسياسة، والاقتصاد، والاقتدار
السياسيّ والعسكريّ، والشأنيّة الدولية، والإعلام وأدواته، فكلّ ذلك هو من قسم
أداة الحضارة ووسيلتها) [4]
وهو
يذكر أن إيران لم تقصر في تطورها في هذه الجوانب، بحسب الوسائل والزمن المتاح،
يقول: (لقد أُنجزت أعمالٌ كثيرة وجيّدة، سواء في المجال السياسيّ أو العلميّ أو
القضايا الاجتماعيّة، وفي مجال الاختراعات، وما شابه إلى ما شاء الله على