تبادل
يمكن أن يحصل بشكل طبيعي بين الأفراد كما يمكن أن يحصل بين الدول. وأمر ذلك يعود
طبعاً إلى مجلس الثورة، ثم إلى الحكومة)[1]
وانطلاقا
من النصوص المقدسة الداعية إلى البراءة من المستكبرين، وتحديهم، وعدم الركون إليهم
نرى الخميني يوجه نداءاته المتتالية للمسلمين للوقوف في وجه الاستكبار العالمي،
وإظهار البراءة منه، وهو ما أثار عليه غضب كل أذناب الاستكبار الذين يعتبرون
أنفسهم حلفاء لهم، مع أنهم ليسوا سوى عبيد بين يديه.
وقد
رد الخميني على هؤلاء، وخصوصا رجال الدين الذين وقفوا ضد دعوة الخميني، بل راحوا
يصورونها بصورة التمدد الشيعي، لا بصورة النهضة الإسلامية، يقول الخميني: (من
المسلم به أن المستعمرين وأعداء الشعوب لن يقر لهم قرار بعد هذه المراسم، وسوف
يتوسلون بكافة المكائد والحيل ويحوكون المؤامرات ويستنجدون بعلماء البلاط وأجراء
السلاطين والقوميين والمنافقين، ويتجهون نحو الفلسفة والتفسير المغلوط والمنحرف،
ويقدمون على أي عمل يضمن لهم نزع أسلحة المسلمين وتوجيه ضربة قاصمة لأبهة واقتدار
أمة محمد a، وربما
يقول الجهال المتنسكون أنه لايجب هتك حرمة بيت الله وكعبة الآمال بالشعارات
والمظاهرات والمسيرات وإعلان البراءة، وأن الحج عبادة وذكر وليس ميدان استعراض
وقتال، وربما يوحي العلماء المتهتكون بأنّ القتال والحرب والبراءة من عمل رجال
الدنيا، وولوج السياسة وفي أيام الحج بالذات دون شأن علماء الدين.. إنّ هذه
الإيحاءات تعد من خفي سياسات المستعمرين وتحريضاتهم، لذا ينبغي على المسلمين أن
يهبوا للدفاع عن القيم الالهية ومصالح المسلمين ويواجهوا الأعداء بكل الامكانيات
والسبل المتاحة، وأن يرصوا صفوفهم لهذا الدفاع المقدس، وألا يفسحوا