ذكر
الكاتب المعلومات التاريخية ـ بناء على المراجع التي يعتمدها ـ والتي تدل على أن هذه
الأقوام والشعوب بمكوناتها العرقية واللغوية والدينية والثقافية كانت مجموعات غير
متجانسة، ولم يكن بينها في أي مرحلة أي انسجام، لا من الناحية التاريخية، ولا من
الناحية السياسية إلى أن جاء دور الصفويين؛ فتوحدت هذه الشعوب تحت مظلة الدولة
الصفوية.
ولست
أدري أي عيب في هذا التوحد، بل المصالح فيه؛ فقوة الشعوب في وحدتها لا في تفرقها،
وإن ذكر أن الدولة الصفوية كانت دولة ظالمة؛ فقد كان العثمانيون لا يقلون عنهم
ظلما واستبدادا، وقد انتشروا في جميع البلاد الإسلامية، ومارسوا استبدادهم فيها،
ومع ذلك نرى الإسلاميين خصوصا يثنون كثيرا على العثمانيين في نفس الوقت الذي يشنون
فيه حملتهم على الصفويين، ويربطونهم بنظام ولاية الفقيه مع الفرق الشديد والواسع
بين النظام الذي اعتمده الصفويون، والنظام الذي اعتمدته إيران بعد الثورة
الإسلامية.
3 ـ
الأوضاع المزرية للتركيبة
السكانية قبل
الثورة الإسلامية:
وهي
من القضايا المهمة جدا، والتي يحاول المغرضون التكتم عليها، وقد ذكر الكاتب بعض
تلك الأوضاع التي سبقت الثورة الإسلامية بالنسبة لتلك الشعوب، وهي أوضاع مزرية جدا،
وممتلئة بالعنصرية.
وكان
الأصل عند ذكر مثل هذا أن يقدم الثناء للثورة الإسلامية لقضائها على تلك العنصرية،
لكن نرى العكس من ذلك، حيث يُثنى على الشاه العنصري القومي في نفس الوقت الذي يسب
فيه الخميني الذي يدعو إلى الأخوة بين جميع الأعراق والشعوب.
يقول
الكاتب: (بدأ حكم الشاه رضا بهلوي بتنفيذ مشروع القوميين الفرس المتطرفين بتبني
مشروع الدولة الأمة، وهو نسخة مشوهة لمشروع الدولة الأمة في أروبا في القرن التاسع
عشر، حيث أنه خلق كيانا سياسيا جديدا وهوية جديدة لهذا الكيان، بعيدة كل البعد عن
الوضع الذي كان قائما قبل إنقلابه، وكان مشروع الدولة الأمة الذي تبناه البهلوي