ولكن
مع ذلك كله ظل مثل غيره مصرا على الدعوة للانفصال والمقاومة، لأن الغرض ليس تحقيق
مصالح تلك الأعراق، وإنما الغرض انهيار النظام الإيراني، ولو على حساب تلك الشعوب.
وسنحلل
هنا بعض ما قاله من معلومات، لنرى أن مجرد التأمل فيها وحدها كفيل بالرد عليه وعلى
طروحات جميع القوميين ودعاة الانفصال، وذلك في النقاط التالية:
1 ـ
قدم التركيبة السكانية للأعراق الموجودة في إيران:
كما
هو معلوم؛ فإن تاريخ التركيبة السكانية للأعراق الموجودة في إيران يسبق الولايات
المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن الثورة الإسلامية لم تقم بأي تغيير ديمغرافي
كالذي قامت به أمريكا عندما أبادت السكان الأصليين، وأحلت أعراقا أخرى بدلهم،
وإنما تعاملت مع الوضع بحسب ما وجد عليه في فترات تاريخية قديمة ليست مسؤولة عنها.
يقول
في ذلك: (يعود شكل الدولة الايرانية المعاصرة إلى أوائل القرن السادس عشر الميلادي،
وتحديدا الى العام 1501، وذلك مع تأسيس الدولة الصفوية على يد الشاه إسماعيل
الصفوي، وفي الحقيقة لم تكن الدولة في تلك الفترة قائمة على قومية بعينها، إنما
كانت تتكون من أقاليم مختلفة ومجموعات عرقية غير متجانسة ومستقلة عن بعضها البعض
وتعيش دون أي ارتباط عضوي.. بالإضافة الى الشعوب المختلفة التي كانت تعيش في هذه
الواحة قبل الاسلام كانت هناك ديانات مختلفة مثل المانوية والمزدكية والميترائية
والزرادشتية حيث بقت تعيش في هذه المنطقة حتى بعدالفتح الاسلامي وهزيمة الساسانين
على يد المسلمين العرب في معركةالقادسية)[1]
2 ـ
وحدة التركيبة السكانية وارتباطها بمصالحها:
[1] تركيبة
الشعوب في إيران ما قبل التاريخ المعاصر، د.کریم عبدیان بنی
سعید، موقع الأحواز.