معارضونا
وهم أصحاب دراسات جمّة لبلداننا، لقد توصّلوا إلى أن الإسلام إذا طُبَّق كما هو،
وتحقق كلّ ما يدعو إليه فسوف تعزل كل هذه القوى الموجودة في العالم، وستقع أكبر
القوى في أيدي المسلمين وهم الاكثر عدداً والاكثر خيرات، ولذلك يريدون التفريق على
نطاق واسع بين عرب هذه الناحية وترك تلك الناحية، وفرس هذه الناحية. ولهذا يثيرون
النزعات القومية خلافاً لمنطق الإسلام مثل: نحن إيرانيون ونحن ترك، وما إلى ذلك.
ومرادهم أن لا يكون الإسلام ومنطقه هاهنا، وأن يمزّقوا قوميات الإسلام) [1]
ثم
بين سبب هذه الظاهرة وعلاقتها بنظام الشاه، ومنافاتها التامة مع الشريعة
الإسلامية؛ فقال: (الأصل والقاعدة في إيران هي أن لا تطرح قضية الأقليات كالكرد أو
الترك، ولا يقال: هذه أقلية وتلك اقلية، إنما هم أكثرية، فهل تراهم منفصلون بعضهم
عن بعض؟ أليست إخوتهم الإسلامية واحدة؟ يجب أن أُذكِّرَ بنقطة أخرى، وهي أن ما
يُطرح من أَنّ الكرد يقولون: أعطوا كردستان حقها. ولنفترض أن البلوش يقولون أيضاً
أعطوا البلوش حقِّهم، وهكذا، هذا سببه أن الحكومة التي حكمت إيران كانت ظالمة.
ولأن هذه الحكومات كانت في الغالب أو دائماً من شريحة واحدة هم الفرس مثلًا، لذلك
لم يعطوا الكرد ما يحتاجونه، أو أعطوهم القليل. كما لم يعطوا البلوش حاجتهم أو
أعطوها منقوصة، وكذلك البختياريون وسائر الأقوام. كانت تلك أنظمةً غير إسلامية.
كان النظام الشاهنشاهي نظاماً طاغوتياً غير إسلامي، ولذلك ظهرت هذه الخلافات
والتمييزات داخل البلد مع الأسف)
[2]
وبين
موقف الحكومة الإسلامية من هذه التفرقة العنصرية؛ فقال: (لو كانت الحكومة إسلامية
كما أرادها الله تبارك وتعالى، وكانت الأحوال السائدة إسلامية، وكذلك وضع القائمين
على الحكومة، وكيفية الحكومة كما قرّرها الإسلام، ومثلما كان الأمر في صدر