بل
إن الأمر وصل به ـ كما يذكر الخامنئي ـ إلى درجة الدعوة إلى تغيير اللباس الوطني
المحافظ للإيرانين، واستبداله بالزي الغربي، يقول: (لكم أن تلاحظوا الآن مقدار
الفضيحة التي تنطوي عليها ممارسة ملك قام باستبدال الزي الوطني لشعبه مرَّة واحدة دفعةً!
إذا ذهبتم إلى أقصى نقاط الدنيا، كالهند مثلاً تجدون أن الشعوب لها زيَّها الوطني
وهي تفتخر به، ولا تشعر بالخجل أو العار منه، ولكن هؤلاء غيّروا الزي الوطني
ومنعوه مرة واحدة، لماذا؟ زعموا أن الإنسان لا يكون عالماً مع هذا الزي! في حين
نجد أن أبرز العلماء الإيرانيين، الذي لا زالت آثاره تدرس في أوروبا، عاش بهذه
الثقافة وأمضى حياته بهذا الزي، ترى ما هو تأثير الزي؟ وما هو الكلام الذي يجافي
المنطق ويبعث على السخرية؟.. لقد استبدلوا الزي الوطني ومنعوا ارتداء الحجاب.
وقالوا إنّ المرأة لا تستطيع أن تتحوّل إلى عالمة مع الحجاب (العباءة) ولا يمكن أن
يكون لها مشاركة في الفعاليات الاجتماعية! أتوجه إلى هؤلاء بسؤال: إلى أي مدى
استطعن النساء أن يشاركن في الفعاليات الاجتماعية بمنع الحجاب وتحريم العباءة؟ هل
سمح عهد رضاخان وابنه للمرأة أن تشارك في الفعاليات الاجتماعية؟ في عهد حرم الرجل
من ممارسة الفعالية الاجتماعية كما حرمت من ذلك المرأة أيضاً)[1]
ثم
بين أن التحضر والرقي لا يرتبط بتلك المظاهر الغربية، بل يرتبط بتوفير البيئة
المناسبة للتطور والرقي، يقول: (لقد استطاعت المرأة في إيران أن تلج ميدان العمل
الاجتماعي وتحوّل البلد بإرادته القوية، حيث جرّت الرجل إلى الساحة وراءها، حينما
ارتدت الحجاب ووضعت العباءة على رأسها.. ثم ما تأثير الزي والحجاب في عدم فعالية
المرأة أو الرجل؟ المهم هو القلب الذي ينطوي عليه هذا الرجل وتلك المرأة.. والمهم
هو