ومن
الأمثلة على ذلك قول الخميني: (إن هذه الحرية التي يتمتع بها أبناء شعبنا من
النساء والرجال والكتّاب والعناصر الاخرى، هي من النوع الذي يصب في منفعة أبناء
الشعب. فأنتم أحرار في التعبير عن أفكاركم وآرائكم، وفي انتقاد الحكومة.. انتقدوا
كل مَنْ خطا خطوة منحرفة.. اذهبوا ودافعوا عن شعبكم.. إنكم أحرار في فعل كل ما من
شأنه خدمة الإنسان.. كل هذا مسموح فيه.. إن الذي حاربه الإسلام ولن يسمح به، هو
القمار الذي يقود أبناء الشعب إلى التيه والضياع، والخمر الذي يضيّع الشعب، وأنواع
البغاء والفحشاء الذي راج في عهد ذلك المجرم (محمد رضا بهلوي)، وعملوا على توفير
مستلزماته. هذه الأمور هي التي حرّمها الاسلام وحاربها)[1]
بل
إن الخميني يفتح مجال الحرية حتى لأصحاب الفلسفات المادية أنفسهم؛ فهو يقول: (إن
الماركسيين احرار في بيان عقائدهم في المجتمع الذي نفكر بإقامته، لأننا واثقون أن
الاسلام يلبي حاجات الناس، وإن إيماننا واعتقادنا قادران على مواجهة عقيدتهم، وقد
طرحت الفلسفة الاسلامية منذ البداية موضوع أولئك الذين ينكرون وجود الخالق، إننا
لم نسلب حريتهم أبدا، ولم ننل منها؛ فالكل حر في بيان عقيدته، لكنه ليس حرا في
التآمر)[2]
وبهذه
العبارة يلخص الخميني الموقف من حرية الرأي [فالكل حر في بيان عقيدته، لكنه ليس
حرا في التآمر]
فالقوانين
الإيرانية تسمح بحرية الرأي، ولكنها لا تسمح أبدا للمتآمرين الذين لهم صلات بجهات
أجنبية تريد أن تقوض أمن البلاد، يقول الخميني محذرا: (إننا ومنذ اليوم الأول الذي
تحققت فيه ثورتنا كانت جميع الحريات موجودة في ايران؛ فنحن سمحنا لجميع
[1] من حديث
في جمع من المعلمات والطالبات في مشهد، بتاريخ 30/9/1979، نقلا عن: الحرية في فكر
الإمام الخميني (ص: 34)
[2] منهجية
الثورة الاسلامية، مقتطفات من أفكار وآراء الإمام الخميني، ص 370..