في
ظل الجمهورية لإسلامية، فالجامعات يجب أن تتغير، وتتبدل الجامعات العميلة إلى
جامعات مستقلة.. وثقافتنا يجب أن تتبدل، وتحل الثقافة المستقلة محل الثقافة
الاستعمارية.. وزارة العدل يجب أن تتغير؛ فالقضاء الغربي لا بد أن يتحول إلى
القضاء الإسلامي.. اقتصادنا يجب أن يتغير، فالاقتصاد العميل يجب أن يتحول إلى
اقتصاد مستقل.. وجميع الأشياء التي كانت في حكومة الطاغوت، وكانت قد طبقت استجابة
لأوامر الأجانب في هذا البلد الضعيف، هذه الأشياء يجب أن تنقلب رأساً على عقب بعد
أن استقرت الحكومة الإسلامية والجمهورية الإسلامية)[1]
فهذا
النص يبين مفهوم الحرية لدى قادة الثورة الإسلامية، وهو مفهوم ينطلق من الهوية
الإيرانية ذات البعد الإسلامي؛ فهو يدعو كل المراكز والمؤسسات التي كانت خاضعة
للسيطرة والفكر الغربي إلى تعديل وجهتها لتنسجم مع الإسلام، ومع مطامح الشعب
والقيم التي يؤمن بها.
وهذا
على عكس ما يريده المغرضون الذين يتصورون أن إبعاد الشعب عن هويته وتحقيق متطلبات
غرائزه هي الحرية، مع كونها ـ كما يذكر قادة الثورة الإسلامية ـ ليست سوى مصايد
لإفساد الشعوب وإلهائها عن المطالبة بحقوقها.
ولهذا
ينتقد الخميني تلك الرؤية الغربية للحرية، ويعتبرها من التدليس الذي يحتالون به
على الشعوب للسيطرة عليها، يقول في ذلك: (إن أحكام الجمهورية الإسلامية التقدمية
تسبق جميع الأحكام في سائر العقائد والطبقات.. نحن نرى إن دعاة الديمقراطية
يتكلمون عن ديمقراطيتهم إلا أن ممارستهم للديمقراطية تختلف في الشرق عما في الغرب،
ففي الشرق يواجه شعبهم ديكتاتورية كبيرة وفي الغرب كذلك، ونحن نرى أن بعض الأشخاص
[1] انظر: نص الخطاب
كاملا في: خطاب الانتصار [خطابات وكلمات الخميني التي ألقيت في
المناسبات السنوية لذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران]، ص
24