تعتبر
الحرية القيمة الكبرى التي ناضلت من أجلها كل الشعوب لتخرج من قيود الطواغيت
والمستبدين، وتسترد ممتلكاتها من مغتصبيها، وتمارس حياتها بعيدا عن كل الضغوط،
ولهذا كانت شعارا أساسيا في كل الثورات ابتداء من الثورة الفرنسية إلى الآن.
بل
لو درسنا التاريخ جيدا لوجدنا أن كل الدعوات الإصلاحية في التاريخ ترتبط بالدعوة
للتحرر والانعتاق من نير الظلمة والمستبدين، لتنعم الشعوب، مجتمعات وأفرادا،
بحقوقها بعيدا عن كل القيود.
وهكذا
كانت الحرية شعارا في الثورة الإيرانية، لم يحمله الشيوعيون أو الاشتراكيون، أو
الليبراليون فقط، بل حمله معهم وقبلهم الإسلاميون، وخصوصا الذين تحولوا بعد ذلك
إلى قادة للثورة الإسلامية.
ولهذا
نجد في الخطابات الكثيرة التي ألقاها الخميني أو غيره من قادة الثورة حديثا كثيرا
عن الحرية والانعتاق من نير الشاه وظلمه واغتصابه لحقوق الشعب، وتلاعبه بثروته.
ومن
الأمثلة على ذلك الخطاب التاريخي الذي يسمى [خطاب الإنتصار]، والذي ألقاه الخميني
بتاريخ 1/ 4/1979 م، بمناسبة إعلان نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، ومما جاء
فيه مما يتعلق بالحرية، وكونها من المطالب التي تحقق بسبب الثورة الإسلامية: (على
أي حال فإننا فزنا والحمد لله في هذا الاستفتاء، وقد ظهر بطلان ما كتب في الصحف
الأجنبية، وقد أدلى شعبنا برأيه مائة في المائة تقريباً لصالح الجمهورية الإسلامية،
وعلى الشعب أن يطبق هذه الجمهورية الإسلامية بعد اليوم.. يجب أن تتغير جميع الأمور
في إيران