نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 415
سرائرهم، ولم تنفتح إلى أقصى
غايات المذاهب بصائرهم، وزعمت أن تلك الكلمات من كلمات الأوائل، مع أن بعضها من
مولدات الخواطر، ولا يبعد أن يقع الحافر على الحافر، وبعضها يوجد في الكتب
الشرعية، وأكثرها موجود معتاد في كتب الصوفية)[1]
ثم يعقب على ذلك منكرا: (وهب
أنها لا توجد إلا في كتبهم، فإذا كان ذلك الكلام معقولا في نفسه مؤيدا بالبرهان،
ولم يكن على مخالفة الكتاب والسنة، فلم ينبغي أن يهجر وينكر؟) [2]
2 ـ المتأخرون من الإيرانيين
والانفتاح الحضاري:
لا يمكننا هنا ذكر نماذج
المتأخرين واطلاعهم على ثقافة الآخر واستفادتهم منها، فهي من الكثرة بحيث لا يمكن
الإحاطة بها، وبناء على هذا سنقتصر على قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكيف
انفتحوا على العالم، وأعطوا صورة مشرفة بذلك الانفتاح في مقابل أولئك المنغلقين
الذين حجروا على أنفسهم الاستفادة من تراث الأجانب بحجة أنها علوم كفار.
وأول مظهر من مظاهر ذلك الانفتاح
الانفتاح على كل المذاهب الإسلامية، وعدم التقوقع داخل المدرسة أو المذهب، ولهذا
نرى قادة الثورة الإسلامية يدعون إلى الوحدة الإسلامية، وإلى التقريب بين المذاهب
الإسلامية، وعدم الاستماع لما يقوله الطائفيون في ذلك.
ومن خطابات الخميني في هذا
المجال، والتي وجهها إلى الحجيج في موسم الحج باعتباره محلا لاجتماع جميع المسلمين
قوله لهم: (أيها الحجّاج المحترمون لقد اجتمع العالم حول بعضه البعض، ويتبادل
الآراء في مصالح الإسلام ومشاكل المسلمين، فيجب