نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 365
إليه قوة أنظارهم، وأدركوه
بقرائحهم وأفكارهم، ولما جاءت الشريعة النبوية (على صادعها ألف صلاة وتحية) حثت
على تحسين الأخلاق وتهذيبها، وبينت دقائقها وتفصيلها بحيث اضمحل في جنبها ما قرره
أساطين الحكمة والعرفان، وغيرهم من أهل الملل والأديان، إلا أنه لما كان ما ورد
منها منتشرا في موارد مختلفة، ومتفرقا في مواضع متعددة، تعسّر أن يحيط به الجل فلا
بد من ضبطه في موضع واحد ليسهل تناوله للكل، فجمعت في هذا الكتاب خلاصة ما ورد من
الشريعة الحقة مع زبدة ما أورده أهل العرفان والحكمة على نهج تقرّ به أعين
الطالبين، وتسر به أفئدة الراغبين)[1]
ومن الشخصيات الإيرانية الرائدة
في علم الأخلاق، والتي يمكن ذكرها هنا أبو محمد عبد الله بن المقفع[2] (109 - 145 ه) الكاتب والشاعر
والمترجم الكبير، وأصله من فيروز آباد هي مدينة إيرانية لا تزال تسمى بهذا الاسم.
ومن مؤلفاته المهمة المرتبطة
بالأخلاق، والتي كان لها تأثيرها الكبير الممتد إلى العصر الحالي كتاب [كليلة
ودمنة]، والذي صاغ فيه الكثير من القيم الأخلاقية على شكل قصص تدور بين الحيوانات،
وتتضمن عدة مواضيع من أبرزها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بالإضافة إلى الكثير من
الحِكم والمواعظ.
ومن كتبه الأدب الكبير، الذي
يعني به أدب النفس، وهو يبحث في السلطان وآدابه، وفي الصداقة ومعاملة الأصدقاء
وآدابهم، ويعرض بعض الحكم والنصائح لطالب العلم والأدب.
ومنها الأدب الصغير: وسماه بذلك
تمييزاً له من (الأدب الكبير) لصغر حجمه، وتحدث فيه عن حاجة العقل إلى الأدب،
وتأثير الأدب في إنماء العقول، وحفظ أقوال أهل