ومنهم أبو حفص شهاب الدين
السهروردي[2] (539 ـ 632 هـ)، مؤسس الطريقة
السهروردية الصوفية، وصاحب كتاب [عوارف المعارف] في السلوك الصوفي وآدابه، وقد وصفه
الذهبي بأنه (الشيخ الإمام العالم القدوة الزاهد العارف المحدث شيخ الإسلام أوحد
الصوفية)، وقال عنه ابن النجار: (كان شهاب الدين شيخ وقته في علم الحقيقة، وانتهت
إليه الرياسة في تربية المريدين، ودعاء الخلق إلى الله، والتسليك)
وأكثر مؤلفاته في السلوك الصوفي
وآدابه، ومنها: عوارف المعارف، ونغبة البيان في تفسير القرآن، وجذب القلوب إلى
مواصلة المحبوب، والسير والطير، ورشف النصائح الإيمانية وكشف الفضائح اليونانية.
ومن المتأخرين نجد الكتب الكثيرة
في هذا المجال، وخاصة تلك الكتب التي تشرح [منازل السائرين]، وغيرها من كتب
السلوك.
وقد أولى القادة الروحيون
للجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا الجانب اهتماما كبيرا، باعتبار الكثير منهم
ينتمون إلى المدرسة العرفانية في التشيع، وهي مدرسة تتبنى الكثير من المعاني
الصوفية الواردة في المدرسة السنية، ولكنها تختلف معها في المصاديق أو في بعض
المضامين، مثلما ذكرنا ذلك عن موقف الكاشاني من إحياء علوم الدين، والذي هذبه حتى
يتناسب مع المدرسة الشيعية.
وتناسبه مع المدرسة الشيعية لا
يعني ـ كما يذكر المغرضون ـ تحوله إلى دين باطني غنوصي لا علاقة له بالشرائع
والشعائر الإسلامية، وإنما نعني به ما عرفت هذه المدرسة من تقديم النص على
الاجتهاد، ومراعاة الرجوع في كل التفاصيل لأئمة أهل البيت، وهو ما يعني