من أهم تجليات اهتمام
الإيرانيين بالقرآن الكريم من لدن سلفهم الأول إلى اليوم ذلك الاهتمام بتفسير القرآن
الكريم، وبالصيغ المختلفة، ولا نبالغ إن ذكرنا بأن أهم كتب التفسير بأنواعه
المختلفة كانت إيرانية المنشأ، وإيرانية السبق.. وسنحاول هنا ـ باختصار ـ إثبات
ذلك من خلال ذكر بعض أهم ما ألفه الإيرانيون، وكان لهم السبق فيه.
ونبدأ بأول نوع
من أنواع التفسير وأهمها، وهو التفسير بالمأثور، ذلك التفسير الذي يعتمد (على ما
ورد فى القرآن الكريم نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته، بالإضافة إلى ما نُقل
عن الرسول a، أو عن الصحابة والتابعين)[1]
حيث نجد أهم
كتاب في هذا النوع من التفسير، بل أهم مرجع ترجع إليه جميع التفاسير ـ باتفاق جميع
المؤرخين ـ كتاب (جامع البيان في تأويل القرآن) لابن جرير الطبري (224هـ - 310هـ)،
فهو الجامع لأكبر قدر من الروايات التفسيرية، وصاحبه إيراني من آمل التابعة لمحافظة مازندران[2].
وقد قال الذهبي مبينا
أهمية تفسيره، وتأثيره فيما بعده من التفاسير: (يعتبر تفسير ابن جرير من أقوم
التفاسير وأشهرها، كما يعتبر المرجع الأول عند المفسِّرين الذين عنوا بالتفسير
النقلى، وإن كان فى الوقت نفسه يُعتبر مرجعاً غير قليل الأهمية من مراجع التفسير
[2]
آمل هي مدينة في محافظة مازندران في إيران وهي من أكبر مدن المحافظة ويبلغ عدد
سكانها 197470 نسمة (عام 2005). ترتفع آمل 76 متراً عن سطح البحر، ويبعد مركز آمل
عن شاطيء بحر قزوين 18 كم وعن أقدام سلسلة جبال البرز حوالي 6 كم. كما تبعد آمل
حوالي 180 كم شمال شرق مدينة طهران. كما تتمتع آمل بموقع مهم فهي المدخل لعدة مدن
في محافظة مازندران. تتبع مدينة آمل العديد من القرى ذات الطبيعة الجميلة كما يمكن
رؤية قمة جبل دماوند من مدينة آمل.