نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 182
وألبسوهم أدراع
الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا وقد وآتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً)[1]
وفي حديث آخر: (أخذ
المشركون عمّار بن ياسر فعذّبوه حتّى باراهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى
النبيّ a، فقال النبيّ a: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنّاً بالإيمان، قال
النبيّ a: (فإن عادوا فعد)[2]
وفي رواية أنه قيل
لرسول الله a عن عمّار: يا رسول اللّه إنّ
عماراً كفر، فقال: (كلا، إنّ عمّاراً مليء إيماناً من فرقه إلى قدمه، واختلط
الإيمان بلحمه ودمه)، فأتى عمّار رسول اللّه a وهو يبكي، فجعل رسول اللّه a يمسح
عينيه ويقول: ما لك؟ إن عادوا لك، فعد لهم بما قلت)[3]
وهكذا استمرت
ممارستهم لها في كل المراحل حتى بعد مرور مرحلة الاستضعاف؛ فقد روى الحسن البصري
أنّ عيوناً لمسيلمة الكذّاب أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما، فقال لأحدهما:
أتشهد أنّ محمّداً رسول اللّه؟ قال: نعم. قال: أتشهد انّي رسول اللّه، فأبى ولم
يشهد، فقتلهُ. وقال مثل ذلك للثاني فشهد لمسيلمة الكذّاب بما أراد، فأطلقه، فأتى
النبيّ a، وأخبره بما جرى، فقال a: (أمّا صاحبك فمضى على إيمانه، وأمّا أنت فأخذت
بالرخصة)[4]
وقد استمر
الصحابة في ممارسة هذا النوع من التقية بعد وفاة رسول الله a،
فقد روي عن أبي الدرداء أنّه كان يقول: (إنّا لنكشّر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا
لتلعنهم)[5]