نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 181
الجهر بالبسملة، لكنه لم يقنت ولم يجهر ببسم الله تأدباً مع أبي حنيفة واحتراما لأصحابه[1]..
وقد ذكر القرطبي
أن ذلك كان شأن أئمة المذاهب الفقهية، فقال: (كان أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وغيرهم يصلون خلف أئمة أهل المدينة من
المالكية وإن كانوا لا يقرؤون البسملة لا سراً ولا جهراً.. وصلى
أبو يوسف خلف الرشيد وقد احتجم وأفتاه مالك بأنه لا يتوضأ فصلَّى خلفه أبو يوسف
ولم يُعد، رغم أنه يرى أن خروج الدم بحجامة أو غيرها
ينقض الوضوء)[2]
ب ـ حفظ الدعاة إلى الإسلام:
وقد اخترنا أن
نعبر بهذا التعبير للتفرقة بين سعي الإنسان لحفظ نفسه من أجل نفسه، والذي قد يكون
مذموما إن لم يصادف محله المناسب، وبين التقية التي يقصد صاحبها الحفاظ على نفسه،
حتى يستطيع أن يؤدي دوره الدعوي في أكمل صوره.
وقد ذكر القرآن
الكريم مثالا لذلك بمؤمن آل فرعون، الذي أخبر أنه كان يكتم إيمانه، واستطاع بسبب
ذلك أن يثني فرعون عمّا عزم
عليه من جرم عظيم.
ومن هذا الباب
ورد في النصوص المقدسة إجازة التقية للمؤمنين الذين يتعرضون للبلاء حرصا عليهم،
لأنه لا يمكن أن تستمر الدعوة الإسلامية من دونهم، قال تعالى: {لَا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ
تُقَاةً } [آل عمران: 28]
ولهذا مارس
الصحابة المستضعفون التقية في عهد رسول الله a،
فقد روي في كتب السيرة في شأن تعذيب المشركين للمستضعفين من المسلمين: (.. فأخذهم
المشركون