نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176
التقريب بين
المذاهب الإسلامية مجرد تقية تريد منها التمدد والسيطرة، ولا تريد منها أن تؤدي ما
كلف به كل مؤمن من السعي إلى إصلاح ذات البين وتوحيد صف المسلمين، وهم يقولون ذلك
مع علمهم بالأضرار الشديدة والتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الإيراني جراء تلك
المواقف.
وهكذا لا نجد
موقفا من المواقف الطيبة إلا ويؤول تأويلا خبيثا، والمرجع في ذلك التأويل هو
التقية.. حيث نجد المخالف المتمدد على أريكته، يتثاءب بكسل، ثم يقول: ما ترونه أو
تسمعونه مجرد تقية.. ألم يقل إمامهم: (التقية ديني ودين آبائي)؟
ولهذا لا نجد
عند هؤلاء المغرضين الطائفيين سوى الاستنكار والنقد الممتلئ بالحقد، فهم إذا ما
رأوا سيئة أضافوا إليها ما شاءت لهم أهواؤهم من الكذب والبهتان، وإن رأوا حسنة
غمطوا أصحابها، وزعموا أن دافعهم إليها مجرد تقية.
وللأسف فإن
هؤلاء الذين يطلقون مثل هذه الافتراءات لم يكلفوا أنفسهم أن يطالعوا ما كتبه أعلام
الشيعية في القديم والحديث، ولم يكلفوا أنفسهم أن يسألوا أعلامهم أو مراجعهم
ليفهموا منهم حقيقة التقية، وحظها من الشرعية، بل لم يكلفوا أنفسهم ليقرؤوا تراثهم
الذي يؤمنون به ليروا ما ورد فيها من النصوص المقدسة، ومن شروح العلماء لها.
وبناء على ذلك،
سنحاول هنا ـ باختصار شديد ـ أن نذكر أهداف التقية، ونبين مدى شرعيتها، وقد رأينا
من خلال استقراء النصوص المقدسة، أن لها غرضان شرعيان ممتلئان بالقيم الأخلاقية،
أولهما حفظ الوحدة الإسلامية، وثانيهما حفظ القائمين على الإسلام والدعاة إليه.
أ ـ حفظ الوحدة الإسلامية:
ويشير إلى هذا
المقصد من التقية قوله تعالى على لسان هارون عليه السلام في حواره مع أخيه موسى
عليه السلام: { لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ
تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176