نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 116
ثم يبين خطور
الطغيان، وكونه البدعة الأعظم التي تحطم كل السنن النبوية، والذي قد يقع فيه نفس
المدعين أنهم على السنة؛ فيقول: (ففرعون يُسمّيه الله تبارك وتعالى طاغية لأنّه
حصل على المقام، ولم يكن في حصوله غاية إلهيّة، فأوصله هذا المقام إلى الطغيان.
فالأشخاص الّذين يحصلون على متاع الدنيا بدون تزكية النفس، فمهما حصلوا فإنّ
طغيانهم سوف يزداد. وإنّ وبال هذا المال وهذا المنال وهذا المقام وهذا الجاه وهذا
المنصب، من الأشياء الّتي تُعرّض الإنسان للمتاعب والصعوبات في الحياة الدنيا، وهي
في الآخرة أكثر. إنّ هدف البعثة هو أن تخلّصنا من هذا الطغيان بأن نزكّي أنفسنا
ونصفّيها ونخلّصها من هذه الظلمات. فلو حصل هذا التوفيق للجميع، ستضحى الدنيا
نوراً واحداً كنور القرآن، وتجلّياً لنور الحقّ. كلّ الخلافات الموجودة بين البشر،
كلّ الخلافات الموجودة بين السلاطين، كلّ الخلافات الموجودة بين الأقوياء هي بسبب
الطغيان الموجود في النفوس، ومردّ هذا إلى أنّ الإنسان يرى لنفسه مقاماً ومنصباً،
لذلك يطغى، وحيث إنّه يطغى، يكون الطغيان سببَ تجاوزه. وعندما يحصل التجاوز يحصل
الخلاف، ولا فرق في ذلك بين مرتبة طغيان دنيا أو مرتبة طغيان عليا؛ ففي المرتبة
الصغيرة كأن يحصل الخلاف في قرية مّا بين أفرادها بسبب الطغيان، وفي مرتبة أعلى
إذا حصل الخلاف سيكون الطغيان أكثر)
ثم يحدث تلاميذه
ومريديه من الأمة جميعا داعيا لهم إلى التواضع قائلا: (إنّ هذه النزعة التجاوزية موجودة عند الجميع لا في
فرعون وحده، فلو اعتلى إنسان ما وارتفع فوق رؤوس البشر فسوف يقول: أنا ربّكم
الأعلى. غاية البعثة هي السيطرة على نفوس العاصين ونفوس الطغاة والمتمرّدين
والواغلين في العصيان والطغيان والتمرّد، ودفع هذه النفوس إلى التزكية)
ثم يبين أن هذه
هي السنة الحقيقية، بل هي هدف الرسالة النبوية بأكملها، فيقول: (إنّ سبب كلّ
الخلافات الموجودة بين بني الإنسان عدم تزكية النفوس، وهدف البعثة هو
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 116