نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 84
القدوة:
ويشير إلى
هذه الناحية المهمة الناتجة عن الإيمان الصحيح بالرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ
قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾
(الأنعام:90)، فالغرض الأول من الإيمان بالرسل إيمانا يولد المحبة في قلوب أصحابه
هو اتخاذهم نماذج يقتدى بها، وأنوارا يهتدى بهديها.
وذلك لأن
المعارف تظل أرواحا مجردة قد لا تجد من يلتفت إليها حتى تجد الأجساد الطاهرة التي
تمثلها، فتخرج من عالم المثال إلى عالم الواقع.
وكمثال على
ذلك تمثيل الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ لدور التجرد والإخلاص في التعامل مع
الله، وهذا ما تبرهن عليه خطبهم لأقوامهم في القرآن الكريم، والتي يحرص القرآن
الكريم على ذكرها وتكرارها لتصبح في محل نظر المقتدي، فلا يتيه بالحوادث عن مواضع
القدوة، قال تعالى على ألسنتهم: ﴿ يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾
(هود:51)، وقال تعالى: ﴿ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ
مُهْتَدُونَ﴾ (يّـس:21)، وقال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا
سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ
أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (يونس:72)
ولهذا أمر
رسول الله a أن يردد أقوالهم، اقتداء بهم فقال تعالى:
﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ
يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾ (الفرقان:57)، وقال تعالى: ﴿
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء:109)، وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ
مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (سـبأ:47)، وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ (صّ:86)
ولهذا كان a يستحضر مواقف الأنبياء ليعيد إحياءها من جديد، فكان
يستحضر في المواقف المختلفة ما حصل لإخوانه من الأنبياء، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قسم
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 84