نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83
(الأنعام:83
ـ 87)
وبعد أن ذكر
تعالى هذا العدد من الأسماء عقب على ذلك بقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام:90)
والقرآن
الكريم يملأ صدرا المؤمن شوقا لكثير من الأنبياء المنتشرين في بقاع الأرض على
أمداد عمر التاريخ، فصفوة الله المختارة لم تكن مقتصرة على أرض دون أرض أو زمن دون
زمن، قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا
وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر: 24].
ويخبر في آية
أخرى أن ما ذكر في القرآن الكريم من الأنبياء مجرد نماذج ذكرت من باب التمثيل لا
الحصر، وأن قانون التدافع بين الخير والشر، والأنبياء وأقوامهم متمثل فيهم جميعا،
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ
اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا
كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [النحل: 36].
وكان a يصف خلقة الأنبياء وصورهم لتقريب ما يصفه القرآن
الكريم من أحوالهم، قال a:(رأيت عيسى بن مريم وموسى وإبراهيم فأما
عيسى فابيض جعد عريض الصدر وأما موسى فآدم جسيم قالوا فابراهيم قال انظروا إلى
صاحبكم)[1]، وقال a:(رأيت
ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنؤة ورأيت عيسى بن مريم
مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأي)
انطلاقا من
هذا سنذكر هنا بعض الآثار التربوية للإيمان بالرسل، وما يستدعيه من طرق التعريف
بهم، وما ينبغي احترازه من ذلك على حسب ما يقتضيه المقام: