responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 61

الابتداء على معنى أنه يقبل الإزالة بنقيضه لو ألقي إليه فلا بد من تقويته وإثباته في نفس الصبـي والعامي حتى يترسخ ولا يتزلزل)[1]

والطريق إلى ذلك ليس بالجدل، قال:(وليس الطريق في تقويته وإثباته أن يعلم صنعة الجدل والكلام)

وإنما بأنوار العبادة، قال:(بل يشتغل بتلاوة القرآن وتفسيره وقراءة الحديث ومعانيه. ويشتغل بوظائف العبادات فلا يزال اعتقاده يزداد رسوخاً بما يقرع سمعه من أدلة القرآن وحججه وبما يرد عليه من شواهد الأحاديث وفوائدها وبما يسطع عليه من أنوار العبادات ووظائفها وبما يسري إليه من مشاهدة الصالحين ومجالستهم وسيماهم وسماعهم وهيئاتهم في الخضوع لله عز وجل والخوف منه والاستكانة له فيكون أوّل التلقين كإلقاء بذر في الصدر، وتكون هذه الأسباب كالسقي والتربـية له حتى ينمو ذلك البذر ويقوى ويرتفع شجرة طيبة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء)

وكما أن النبتة تحرس من كل ما قد يؤذيها، ويمنع نموها، فكذلك يحرس يقين الصبي والعامي من كل ما قد يتسرب إليه مما يدخل الشبهات والشكوك إلى نفسه، والطريق إلى ذلك هو تحصينه من الجدل، قال الغزالي:(وينبغي أن يحرس سمعه من الجدل والكلام غاية الحراسة، فإنّ ما يشوّشه الجدل أكثر مما يمهده وما يفسره أكثر مما يصلحه، بل تقويته بالجدل تضاهي ضرب الشجرة بالمدقة من الحديد رجاء تقويتها بأن تكثر أجزاؤها وربما يفتتها ذلك ويفسدها وهو الأغلب)

ويضرب الأمثلة على ذلك بالواقع، واقع المؤمنين الطيبين الذي تلقوا الإيمان تلقينا، ثم قووه بأنوار الطاعة، فازدادوا إيمانا مع إيمانهم، وبين المتكلمين الذي تصوروا


[1] إحياء علوم الدين: 1/94.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست