نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
المعرفة
المطلوبة في الإيمان بالله هي المعرفة اليقينية الجازمة الموافقة لما عرف الله به
نفسه، وهي بذلك تتميز بخاصيتين اثنتين: اليقين والصدق.
1 ـ اليقين
والمراد به
العلم الجازم بحقائق الإيمان، بحيث لا يتطرق إلى العارف أدنى شك في المعرف، بل
تكون معرفته به أشد من معرفته بنفسه التي بين جنبيه.
وقد كان
البحث في هذا الجانب هو ما دفع المتكلمين إلى البحث التفصيلي في الشبهات وأنواع
الاعتراضات للرد عليها، ونصرة الحق، ولا ضرر فيها من هذا الجانب لمن احتاج إلى
ذلك.
ولكن الضرر
على من تصور أنه لا يعرف الله إلا بعد الخوض فيما خاض فيه المتكلمون من أدلة، لأنه
سيتيه بالدليل عن المدلول، بل قد يلتزم بالدليل ما لا يصح التزامه، كما وقع في ذلك
الكثير من متكلمي المسلمين.
والأخطر من
ذلك كله أن يتحول الإيمان بالله جدلا لسانيا فارغا لا روحا يبعث الحياة في وجدان
صاحبها وسلوكه.
ولهذا اشتد
تحذير السلف من صناعة المتكلمين، واشتد فيه فقهاء الإسلام الكبار في النهي عنه لما
رأوا من آثاره الاجتماعية:
فهذا الشافعي
مع علمه الجليل، وعلمه بأحوال الفرق ومجادلاتها وشغبها اشتد نهيه عن صناعة المتكلمين
لعقم سبلها مع العامة: قال ابن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يوم ناظر حفصاً الفرد ـ
وكان من متكلمي المعتزلة ـ يقول:(لأن يلقى الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك
بالله خير له من أن يلقاه بشيء من علم الكلام، ولقد سمعت من حفص كلاماً لا أقدر أن
أحكيه)، وقال:(قد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننته قط ولأن يبتلى العبد بكل
ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام)
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57