نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
واستخدمه
لمصلحة من المصالح، ثم لا يسبحون بحمد صاحب السر، بل صاحب الكون جميعا.
ولهذا نسب
تعالى السفن إليه، فقال تعالى: ﴿ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي
الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ (الرحمن:24)، وقال في الآية الأخرى: ﴿
وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ (الشورى:32)
ثم عقب
مخاطبا الحائرين في سبب اعتبارها من آيات الله ونعمه مع أنها من صنع البشر، فقال:
﴿ إِنْ يَشَأْ
يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (الشورى:33)
وفي مقابل
ذلك لو شاء لأرسل الريح قوية عاتية، فأخذت السفن وأحالتها عن سيرها المستقيم،
فصرفتها ذات اليمين أو ذات الشمال، آبقة لا تسير على طريق ولا إلى جهة مقصد؛ قال
تعالى عقب الآية السابقة: ﴿ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ
عَنْ كَثِيرٍ﴾ (الشورى:34)
وهكذا يقال
في جميع آيات الله التي يتصور البشر أنهم أصحابها، المالكون الله، ثم يعزلون الله
عنها.
ولهذا يضرب
القرآن الكريم الأمثال بالنحل والذباب والعنكبوت حتى صار ذلك موضع استهزاء من
اليهود والمشركين، فرد عليهم تعالى بقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي
أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا
فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً
وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ (البقرة:26)
ثالثا ـ شروط المعارف الإيمانية
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56