نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 538
وهي العلوم المقصودة بذاتها، لأن الغرض منها فهم مراد الله من كلامه ورسالته
لعباده، ومن الخطأ الكبير أن نشتغل بإعراب رسالة الله وتبيين مزاياها البلاغية
والإعجازية، ثم نغفل عن المقصود منها.
ولذلك ينتقد الغزالي من اشتغلوا بعلوم الوسائل عن علوم المقاصد، أو انشغلوا
بالتلاوة عن المتلو، فقال:(اني أنبهك على رقدتك أيها المسترسل في تلاوتك، المتخذ
دراسة القرآن عملا المتلقف من معانيه ظواهر وجملا، الى كم تطوف على ساحل البحر
مغمضا عينيك عن غرائبها، أوما كان لك أن تركب متن لجتها لتبصر عجائبها وتسافر الى
جزائرها لاجتناء أطايبها وتغوص في عمقها فتستغني بنيل جواهرها أوما تعير نفسك في
الحرمان عن دررها وجواهرها بادمان النظر الى سواحلها وظواهرها، أوما بلغك أن
القرآن هو البحر المحيط ومنه يتشعب علم الأولين والآخرين كما يتشعب عن سواحل البحر
المحيط أنهارها وجداولها، أوما تغبط أقواما خاضوا في غمرة أمواجها فظفروا بالكبريت
الأحمر، وغاصوا في أعماقها فاستخرجوا الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد
الأخضر، وساحوا في سواحلها فالتقطوا العنبر الأشهب والعود الرطب الأنضر، وتعلقوا
الى جزائرها واستدروا من حيواناتها الترياق الأكبر والمسك الأذفر)[1]
ولهذا كان من الآداب الباطنة التي لا يفقه حقائق القرآن الكريم وأسراره إلا
من تأدب بها ما سماه الغزالي بـ (التخصيص) وبين طريقته، وهي أن يقدّر التالي أنه
المقصود بكل خطاب في القرآن، باعتبار القرآن الكريم كلام الله الذي يخاطب به كل
عبد من عباده[2].
فلذلك إن سمع التالي أمراً أو نهياً قدّر أنه المنهي والمأمور، وإن سمع
وعداً أو