وقال ابن
القيم:(وينبغي لوليه أن
يجنبنه الكسل والبطالة والدعة والراحة، بل يأخذه بأضدادها، ولا يريحه إلا بما يُجم
ّنفسه نفسه وبدنه للشغل، فإن الكسل والبطالة عَواقِبُ سوء ومَغَبةُ نَدَم، وللجد
والتعب عواقب حميدة، أما في الدنيا وإما في الآخرة، وإما فيهما، فأروح الناس أتعب
الناس،واتعب الناس أروح الناس، فالسيادة في الدنيا والسعادة في الآخرة)[2]
وقد اشار إلى هذا الأصل الآيات القرآنية
الكثيرة، فقد ورد ذكر الترف في القرآن الكريم في ثمانية مواضع كلها في موضع الذم
له والتحذير منه:
فالقرآن
الكريم يعتبر الترف من أسباب هلاك القرى والمجتمعات، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا
أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾ (الاسراء:16)
ولفظ (الأمر)
الذي ورد في الآية يحتمل معاني كثيرة، وقع بسببه الخلاف بين المفسرين، ونرى أن
معنيين من المعاني له علاقة بسنة الله في إهلاك المجتمعات المترفة:
الأول: معنى (أمرنا) أكثرنا[3]، أي أكثرنا المترفين، بحيث يصبح غالبا على القرى،