نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 443
إليهما،
واستئذانهما ليخفف عنهما بعض ما قد ينالانه من الجهد بسبب ذلك، فقد جاء رجل إلى
رسول الله فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال رسول الله a:(ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما)[1]
ومثل ذلك ما
يروى عن معاوية بن جاهمة السلمي: أنه استأذن الرسول a
في الجهاد معه، فأمره أن يرجع ويَبرَ أُمَّه، ولما كرر عليه، قال :(ويحك.. الزم
رجلها... فثمّ الجنة)[2]
وكان a يؤكد على حق المستضعف من الوالدين، وهي الأم،
لحاجتها الشديدة إلى ولدها، فقد جاء رجل إلى رسول الله a
فقال: يا رسول الله من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال:(أمّـك)، قال: ثم من؟ قال:(أمّـك)
قال: ثم من؟ قال:(أمّـك)، قال ثم من؟ قال:(أبوك)[3]، فمقتضى هذا الحديث أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، وذلك
لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، زيادة على مشاركتها الأب في التربية.
وقد جاءت
الإشارة إلى هذا الحق الخاص بالأم في قوله تعالى في وصية لقمان u: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ
حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ﴾
(لقمان:14)
وفي مقال هذا
نجد التحذير الشديد من عقوق الوالدين، قال a:(ثلاثة
لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة
بالرجال، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر،
والمنّان بما أعطى)[4]