وهذا يعني أن
للابن حريته الفكرية والحياتية التي لا تتعارض مع بره لوالديه، لأن الفكر والسلوك
لا يمكن أن يورث من الوالدين، بل هو من باب القناعات التي تحصل للإنسان بحسب ما
لديه من الطاقات والتوجهات.
وفي غير هذه
الحالة وردت النصوص الكثيرة في الحض على بر الوالدين والإحسان إليهما:
فالله تعالى
يقرن بر الوالدين في القرآن الكريم بتوحيده وعبادته، قال تعالى: ﴿ وَقَضَى
رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا
أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي
صَغِيراً﴾ (الاسراء:23 ـ 24)، ففي هاتين الآيتين الكريمتين نجد التفاصيل
الكثيرة المرتبطة ببر الوالدين وخاصة حال حاجتهما الشديدة إل هذا البر عند كبرهما.
ومثل ذلك في
السنة نجد التأكيد على وجوب بِرّ الوالدين والترغيب فيه، والترهيب من عقوقهما:
فرسول الله a يعتبر رضا الوالدين من رضا الله، قال a:(رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما)[1]
وكان a يوصي من يأتيه بالاستعداد لأمر قد يشق على والديه
ببرهما والإحسان