نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 437
مع أقرانه من
إخوانه وأصدقائه، لأن حسن علاقتهم بهم هو الدليل على حسن خلقه وكرم أدبه.
وقد صرحت
النصوص الكثيرة بقيمة الصداقة والأخوة، ومالها من حقوق، وأول ما يستشف منه من ذلك
قوله تعالى: ﴿ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ
مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ﴾ (النور:61) فقد قرن الله تعالى في هذه
الآية الصداقة بالقرابة القريبة، وأباح للصديق أن يأكل من بيت صديقه بدون حرج.
بل إن الله
تعالى يطلق على الصداقة لقبا عظيما، فيسميها الأخوة، وكأن الأصدقاء ذوو أب واحد هو
الإيمان والإسلام، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ
وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة:11)، وقال تعالى: ﴿ ادْعُوهُمْ
لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ
فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ﴾ (الأحزاب:5)
بل إن الله
تعالى حصر علاقة المؤمنين في الأخوة، فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الحجرات:10)
وورد في
السنة النصوص الكثيرة التي تعظم هذه العلاقة، وتبين أصولها وكيفية التعامل معها،
وقد ذكر a الأصل الأكبر لذلك، فقال: (لا يؤمن أحدكم
حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)[1]
انطلاقا من
هذا، ومن أهمية تبيين المربي آداب العلاقات بين من يربيه وأصدقائه