نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 425
أياما، فسأل
الشيخ أصحاب الإمام عن سبب إعراضه عنه، فأخبروه أنه بلغه أنك ليست جدار بيتك
بالطين من خارج، فجاء الشيخ إلى الإمام فسأله عن موجب هجرانه له، فأخبره الإمام
بذلك، فقال له الشيخ:(لي ضرورة في تلييس الجدار، وليس فيه كبير أمر في حق المارين)،
فقال له الإمام: ذلك غصب في طريقهم، فقال له الشيخ: هو نزر يسير، فقال له الإمام:(اليسير
والكثير سواء في حق المسلمين)، فقال له: كيف أفعل؟، فقال له الإمام:(أحد أمرين:
إما أن تزيل التلييس، وإما أن تنقص الجدار وتدخله في ملكك قدر التلييس، فتبنيه على
ذلك ثم تليسه بعد ذلك)، فلم يكلمه الإمام حتى امتثل ما أمره به[1].
وليس هذا
خاصا بالمتورعين فقط، بل هو من الأحكام الشرعية التي نص عليها الفقهاء، ولا مجال
لطرح مسائلها هنا، ولكنا نكتفي باقتباس هذا النص من المبسوط لنعلم موقف الشريعة من
اغتصاب الطريق، بل هواء الطريق، قال السرخسي:(وإذا مال حائط الرجل أو وهي فوقع على
الطريق الأعظم فقتل إنسانا فلا ضمان على صاحبه لأنه لم يوجد منه صنع هو تعد فإنه
وضع البناء في ملكه فلا يكون متعديا في الوضع ولا صنع له في مثل الحائط، ولكن هذا
إذا كان بناء الحائط مستويا، فإن كان بناه في الأصل مائلا إلى الطريق فهو ضامن لمن
يسقط عليه، لأنه متعد في شغل هواء الطريق ببنائه، وهواء الطريق كأصل الطريق حق
المارة، فمن أحدث فيه شيئا كان متعديا ضامنا، فأما إذا بناه مستويا فإنما شغل
ببنائه هواء ملكه وذلك لا يكون تعديا منه)[2]
وقد يقاس على
هذا كله اتخاذ الأولاد الطرق ملاعب لهم، بحيث يؤذون المارة، بل قد يؤذون أنفسهم
عندما يتعرضون للحوادث بسبب ذلك.
وهذا ما
يستدعي تدخل أولي الأمر بوضع محال خاصة للعب تقي الأولاد كما