نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 419
والدهر ليس
له من الأمر شيء، فمسبتهم للدهر مسبة لله عز وجل، ولهذا كانت مؤذيةً للرب تعالى.
التفاؤل
والنشاط:
لأن للكلام
تأثيره العظيم في بث الأمل، أو بث اليأس، ولهذا نهى a
عن كل ما يؤدي إلى التشاؤم والعجز، ومن ذلك نهيه عن قول القائل بعد فوات الأمر: (لو
أني فعلت كذا وكذا)، ققال a: (وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت
لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان)[1]
وسر هذا
النهي أن هذا القول لا يحمل أي فائدة إلا الندم على مافات مما لا يمكن تدراكه، وهو
لا يبث في النفس إلا الحزن واليأس، ولا ينشر في الأعضاء إلا العجز والكسل، قال ابن
القيم:(وذلك لأن قوله: لو كنت فعلت كذا وكذا، لم يفتني ما فاتني، أو لم أقع فيما
وقعت فيه، كلامٌ لا يجدي عليه أي فائدة، فإنه غير مستقبل لما استدبر من أمره، وغير
مستقيلٍ عثرته ب(لو)[2]
زيادة على أن
في ذلك اتهام للقدر، بل عدم معرفة بأن الله هو المستقل بتقدير المقادير، قال ابن
القيم:(وفي ضمن(لو) ادعاء أن الأمر لو كان كما قدره في نفسه، لكان غير ما قضاه
الله وقدره وشاءه، فإن ما وقع مما يتمنى خلافه إنما وقع بقضاء الله وقدره ومشيئته،
فإذا قال: لو أني فعلت كذا، لكان خلاف ما وقع فهو محال، إذ خلاف المقدر المقضي
محال، فقد تضمن كلامه كذباً وجهلاً ومحالاً، وإن سلم من التكذيب بالقدر، لم يسلم
من معارضته بقوله: لو أني فعلت كذا، لدفعت ما قدر الله علي)[3]