نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 418
الله
الشيطان، فإن ذلك كله يفرحه ويقول: علم ابن آدم أني قد نلته بقوتي، وذلك مما يعينه
على إغوائه، ولا يفيده شيئاً، فأرشد النبـيّ من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله
تعالى، ويذكر اسمه، ويستعيذ بالله منه، فإن ذلك أنفع له، وأغيظ للشيطان)[1]
ومن هذا
الباب نهيه a عن سب الدهر، فقال a:(قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا
الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار)[2]، وقال a:(قال
الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يقول: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلب ليله
ونهاره، فإذا شئت قبضتهما)[3]
وقد ذكر ابن
القيم المفاسد التي يتضمنها سب الدهر، وهي[4]:
1. سبّه من
ليس بأهلٍ أن يسب، فإن الدهر خلقٌ مسخرٌ من خلق الله، منقادٌ لأمره، مذللٌ
لتسخيره، فسابّه أولى بالذم والسب منه.
2. أن سبه
متضمن للشرك، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضرّ وينفع، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا
يستحق الضرر، وأعطى من لا يستحقّ العطاء، ورفع من لا يستحقّ الرفعة، وحرم من لا
يستحق الحرمان، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه
كثيرةٌ جداً. وكثيرٌ من الجهال يصرح بلعنه وتقبـيحه.
3. أن السب
منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال التي لو اتبع الحقّ فيها أهواءهم لفسدت
السماوات والأرض، وإذا وقعت أهواؤهم، حمدوا الدهر، وأثنوا عليه. وفي حقيقة الأمر،
فربّ الدهر تعالى هو المعطي المانع، الخافض الرافع، المعزّ المذلّ،