وإلى هذا
الجنس من المحظورات الإشارة بالحديث السابق، من قوله a:(وإن
الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط اللّه تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب اللّه تعالى
عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه)[2]
المراء
والجدال:
ويدخل كذلك
في اللغو، والكلام الذي لا حاجة له، لأن المجادل لا يكتفي بإبداء رأيه أو البرهنة
عليه، بل يظل يردد الكلام ويعيده، محاولا (إفحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في
كلامه ونسبته إلى القصور والجهل فيه)
فيطعن في
كلام الغير في لفظه بإظهار خلل فيه من جهة النحو أو من جهة اللغة أو من جهة
العربـية أو من جهة النظم والترتيب بسوء تقديم أو تأخير من غير حاجة إلى ذلك كله.
أو يطعن في
المعنى: فبأن يقول ليس كما تقول؛ وقد أخطأت فيه من وجه كذا وكذا.
أو يطعن في
قصده، مثل أن يقول هذا الكلام حق ولكن ليس قصدك منه الحق، وإنما أنت فيه صاحب غرض،
وما يجري مجراه.
وإلى هذا
النوع الإشارة بالنصوص القرآنية والنبوية الكثيرة، كقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ
مَرِيدٍ﴾ (الحج:3)، وقال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ
فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ (الحج:8)، وقال
تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ
سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا