نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 409
سَمِيعاً
عَلِيماً﴾ (النساء:148)، فقد أخبر عن بغضه للجهر بالسوء، واستثنى من ظلم
إذا اضطر لذلك، وقد قال ابن
عباس في تفسيرها:(لا يحب اللّه أن يدعوا أحدا على أحد إلا أن يكون مظلوماً، فإنه
قد أرخص له يدعوا على من ظلمه)،
وقال عبد الكريم الجزري
فيها:(هو الرجل يشتمك فتشتمه، ولكن إن افترى عليك فلا تفتر عليه)، ويشير إلى هذه
الأقوال قوله a:(المستبان ما قالا فعلى البادىء منهما ما
لم يعتد المظلوم)[1]
وانطلاقا من
هذا، فإن كل ما وردت به النصوص من الكلام المحظور لا مصلحة فيه ولا حاجة لا في
الدنيا، ولا في الآخرة، بل هو ضرر محض، لا يستثنى منه إلا ما ضطر إليه، فيتناول
بقدره، كما يتناول الجائع من الميتة بقدره.
وسنذكر هنا
بعض الأمثلة عن الكلام المحظور مع تعريفات مختصرة منقولة من (كتاب آفات اللسان)[2] للغزالي.
الخوض في
الباطل:
وهو يدخل في
اللغو من جهة كونه فضولا محضا لا منفعة فيه، ويدخل في الحرام من حيث أنه يعبر به
عن الحرام، او بالتعبير الحرام، يقول الغزالي في تعريفه:(وهو الكلام في المعاصي
كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الأغنياء وتجبر الملوك
ومراسمهم المذمومة وأحوالهم المكروهة، فإن كل ذلك مما لا يحل الخوض فيه وهو حرام.
وأما الكلام فيما لا يعني أو أكثر مما يعني فهو ترك الأولى ولا تحريم فيه. نعم من
يكثر الكلام فيما لا يعني لا يؤمن عليه الخوض في الباطل. وأكثر الناس يتجالسون
للتفرج بالحديث ولا يعدو كلامهم التفكه بأعراض الناس أو الخوض في الباطل. وأنواع
الباطل لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها، فلذلك لا مخلص منها إلا