نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406
الإسلام، من
أسلم سلم وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد؛ ألا أخبرك بملاك ذلك كله! فقلت: بلى يا نبي اللّه، فأخذ بلسانه، ثم قال:(كف عليك هذا)، وأشار إلى لسانه، فقلت: يا رسول اللّه وإنا لمؤاخذون بما
نتكلم به، فقال:(ثكلتك أمك
يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)[1]
فقد ذكر
الرسول a في هذا الحديث أصول الإسلام الكبرى، ثم
جعل ملاك الأمر كله حفظ اللسان، ثم أكد ذلك بأن حصائد الألسن هي السبب الأكبر في
كب الناس على وجوههم في النار.
قد يقال: نعم
إن الكلام الذي هو ضرر محض حرام، ومثله ما اختلط فيه الضرر بالنفع، لأن سد المفسدة
اولى من جلب المصلحة، ولكن هناك كلاما كثيرا هو مباح لا يمكن تحريمه، وهو أكثر
الكلام، فكف يقال بأفضلية الصمت إلا للحاجة؟
والجواب عن
ذلك هو قوله a:(من حسن الإسلام المرء تركه ما لا يعنيه)[2]، فهذا الحديث الذي هو أصل من أصول الآداب يحجر كثيرا من الكلام الذي قد
يتصور إباحته.
يقول الغزالي
مبينا أضرار هذ النوع من المباح:(اعلم أن أحسن أحوالك أن تحفظ ألفاظك من جميع
الآفات التي ذكرناها من الغيبة والنميمة والكذب والمراء والجدال وغيرها، وتتكلم
فيما هو مباح لا ضرر عليك فيه ولا على مسلم أصلاً إلا أنك تتكلم بما أنت مستغن عنه
ولا حاجة بك إليه، فإنك مضيع به زمانك ومحاسب على عمل لسانك