نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 366
العادة لا
أصل لها، ولا يجب الرد على قائلها، لكن لو دعا له مقابل ذلك كان حسنا.
واتفقوا على
أن الرد على من حيا بغير السلام غير واجب، سواء أكانت تحيته بلفظ، أم بإشارة
بالإصبع، أو الكف أو الرأس، إلا إشارة الأخرس أو الأصم، فيجب الرد بالإشارة مع
اللفظ، ليحصل به الإفهام، لأن إشارته قائمة مقام العبارة.
واتفقوا على
أن الرد بغير السلام على من ألقى السلام لا يجزئ، ولا يسقط الرد الواجب، لأنه يجب
أن يكون بالمثل، لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا
بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
حَسِيباً﴾ (النساء:86)
وهذا لأن
الإسلام جاء بهذه التحية كشعيرة من شعائره وعبادة من عباداته، فلا يصح إبدالها
بغيرها.
فقد كان من
عادة العرب قبل الاسلام أنه إذا لقي بعضهم بعضا أن يقولوا:(حياك الله)[1]، فلما جاء الاسلام أبدل ذلك بالسلام، فجعلوا التحية اسما للسلام[2]. قال تعالى: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَـٰمٌ
﴾(الأحزاب: 44)
وهذا
الاختيار الإلهي الذي ميز به المؤمنين هو أرفع الاختيارات وأعلاها وأكملها، فلا
يمكن لأي تحية أن تقارن مع تحية الإسلام.
وقد بين
الفخر الرازي وجوها من تفضيل السلام الإسلامي على تحية الجاهلية، ومثلها يمكن
تطبيقها على التحيات المعاصرة التي تطرح نفسها بدائل عن تحية الإسلام، ومن الوجوه
التي ذكرها:
القول الأول: هو
اسم من أسماء الله تعالى، فقوله السلام عليك، أي اسم السلام عليك، ومعناه اسم الله
عليك أي أنت في حفظه كما يقال الله يصحبك والله معك، وهو نص أحمد في رواية أبي
داود.
القول الثاني:
السلام بمعنى السلامة أي السلامة ملازمة لك، وهو قول الجمهور، وهو الظاهر.
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 366