نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 365
أما لو سلموا
بسلام المسملين العادي، فإنه يجوز الرد عليهم بما يرد به على المسلمين، وهو اختيار
ابن القيم، قال:(هذا كله إذا تحقق أنه قال: السام عليكم، أو شك فيما قال، فلو تحقق
السامع أن الذمي قال له:(سلام عليكم) لا شك فيه، فهل له أن يقول: وعليك السلام، أو
يقتصر على قوله: وعليك؟ فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له:
وعليك السلام، فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان، وقد قال تعالى:
﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ
رُدُّوهَا ﴾ (النساء:86)) [1]
وقد رد على
ما قد يتوهم مع تعارض هذا مع النصوص السابقة، فقال:(فندب إلى الفضل، وأوجب العدل،
ولا ينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما، فإنه a
إنما أمر بالاقتصار على قول الراد (وعليكم)، بناء على السبب المذكور الذي كانوا
يعتمدونه في تحيتهم، وأشار إليه في حديث عائشة،فقال:(ألا ترينني قلت: وعليكم، لما
قالوا: السام عليكم)، ثم قال:(إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم)،
والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه،
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ
اللَّهُ﴾ (المجادلة:8)، فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي:(سلام عليكم ورحمة
الله، فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه)
ج
ـ صيغة السلام
اتفق الفقهاء
على أن التحية الشرعية التي ورد الأمر بها، وورد الأمر بالرد عليها هي تحية
الإسلام التي ورد النص عليها لا تحية أي عرف من الأعراف.
وبناء على
هذا اتفقوا على أن أن التحية بغير السلام للمسلم، كنحو: صبحك الله بالخير، أو
السعادة، أو طاب حماك، أو قواك الله، من الألفاظ التي يستعملها الناس في