نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36
جنيه، وقد
أعدم في هذه المدة ثلاثمائة نفس، وسجن 532،335 نفس، وبلغت الغرامات ستة عشر مليون
جنيه، وصادرت من الأملاك ما بلغ أربعمائة مليون وأربعة ملايين جنيه، ولكن كل ذلك
لم يزد الأمة الأمريكية إلا تمسكا بالخمر، وعناداً في تعاطيها، حتى اضطرت الحكومة
سنة 1933الى إلغاء هذا القانون، وإباحة الخمر إباحة مطلقة[1].
وهكذا فشل
القانون بكل ما وفر له من وسائل تنفيذ في حمياة الإنسان من مرض سلوكي واحد.
وفي مقابل
ذلك، وفي مجتمع لم يكن يقل عن المجتمع الأمريكي حبا للخمر ولا غراما بها، استطاعت
آية واحدة، أو أمر إلهي واحد أن يقضي على الخمر لا في مجتمع المدينة وحدها، بل في
المجتمعات الإسلامية جميعا منذ أربعة عشر قرنا، وهي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة:90)
ويحكي
الصحابة عن البداية، قال أبو سعيد : سمعت رسول الله a
يقول:(يا أيها الناس إن الله يبغض الخمر، ولعل الله سينزل فيها أمراً، فمن كان
عنده شيء فليبعه ولينتفع به) ـ وذلك قبل التحريم النهائي ـ قال أبو سعيد: فما
لبثنا إلا يسيراً، حتى قال:(إن الله حرم الخمر، فمن أدركته هذه الآية -يعني آية
المائدة السابقة- وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبيع)، قال أبو سعيد: فاستقبل الناس
بما كان عندهم منها طرق المدينة فسفكوها -أي صبوها وأسالوها[2].
ولم يكن
للشرطة ولا من يدعمهم حينها وجود، بل كان الإيمان وحده، عن أنس
[1] ذكر هذه
الإحصاءات الأستاذ أبو الأعلى المودودي في كتابه (تنقيحات) وعنه نقلها الأستاذ أبو
الحسن الندوي في كتابه (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) ص 177هامش.