نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
ضماناً
للسلام والرخاء وعوضاً عن التربية والتهذيب الديني والخلقي، ذلك لأن العلم سلاح ذو
حدين يصلح للهدم والتدمير، كما يصلح للبناء والتعمير، ولابد في حسن استخدامه من رقيب
أخلاقي يوجهه لخير الإنسانية وعمارة الأرض لا إلى الشر والفساد ذلكم الرقيب هو
العقيدة والإيمان)[1]
وسنكتفي هنا
لتقرير هذه الحقائق بذكر مثال درج المعاصرون على ذكره لأهميته وقيمته، وهو ما
فعلته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن انتشرت فيها عادة السكر وشرب الخمور
انتشاراً أقنع الحكومة بضرر ذلك على الإنسان الأمريكي، فلجأت للقانون كرادع عن هذا
السلوك.
وقصة ذلك من
البداية أنه حوالي عام 1918ثارت المشكلة في الرأي العام الأمريكي، وفي عام
1919أدخل في الدستور الأمريكي تحت عنوان (التعديل الثامن عشر)، وفي نفس السنة أيد
هذا التعديل بأمر حظر، أطلق عليه التاريخ قانون (فولستد).
وقد أعدت
لتنفيذ هذا التحريم داخل الأراضي الأمريكية كافة وسائل الدولة وإمكاناتها الضخمة:
فجند الأسطول كله لمراقبة الشواطئ، منعاً للتهريب، وجند الطيران لمراقبة الجو،
وشغلت أجهزة الحكومة واستخدمت كل وسائل الدعاية والإعلام لمحاربة الخمر، وبيان
مضارها وجندت كذلك المجلات والصحف والكتب والنشرات والصور والسينما والأحاديث
والمحاضرات وغيرها.
ويقدرون ما
أنفقته الدولة في الدعاية ضد الخمر بما يزيد على ستين مليوناً من الدولارات، وأن
ما أصدرته من كتب ونشرات يبلغ عشرة بلايين صفحة، وما تحملته في سبيل تنفيذ قانون
التحريم -في مدة أربعة عشر عاماً_ لا يقل عن مائتين وخمسين مليون