نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 280
خلقا، يقول الغزالي:(ليس الخلق عبارة عن الفعل، فرب شخص خلقه السخاء ولا
يبذل إما لفقد المال أو لمانع، وربما يكون خلقه البخل وهو يبذل إما لباعث أو
لرياء)
القدرة: وهو المصدر الذي انطلق منه الفعل، والغزالي لا يعتبرها أيضا خلقا،
ولا محلا للخلق، وذلك (لأن نسبة القوة إلى الإمساك والإعطاء بل إلى الضدّين واحد.
وكل إنسان خلق بالفطرة قادر على الإعطاء والإمساك، وذلك لا يوجب خلق البخل ولا خلق
السخاء)
المعرفة: لأنه من المكونات الأساسية لأي سلوك أخلاقي، وهو كذلك ليس خلقا،
ولا من الخلق، لأن (المعرفة تتعلق بالجميل والقبـيح جميعاً على وجه واحد)[1]
الهيئة النفسية: التي يتمكن بها صاحب الخلق من الميل إلى أحد الجانبين،
ويتيسر عليه أحد الأمرين؛ إما الحسن وإما القبـيح، والغزالي يقصر الخلق عليها،
لأنها هي موضع الاختيار الذي يحدد الجهة التي يميل إليها الإنسان حسنا أو قبحا.
أصول الأخلاق:
انطلاقا من معرفة حقيقة الخلق، وأنه الهيئة الراسخة التي تنطلق منها الأفعال
الحسنة أو القبيحة، فقد تحدث علماء الأخلاق من المسلمين ـ كما تحدث من قبلهم ـ عن
الأصول التي تنطلق منها الأخلاق، منطلقين في ذلك من قياس الخلق الظاهر على الخلق
الباطن، فالخلق هو الصورة الظاهرة، كما أن الهيئة التي تصدر منها الأخلاق هي
الصورة الباطنة، يقول الغزالي:(كما أن حسن الصورة الظاهر مطلقاً لا يتم بحسن
العينين دون الأنف والفم والخد بل لا بد من حسن الجميع ليتم حسن الظاهر؛ فكذلك في
الباطن أربعة أركان لا بد من الحسن في جميعها حتى يتم حسن الخلق. فإذا استوت
الأركان